السعودية تتنفس من خرم ابرة

عندما كنت أشاهد أيامَ طفولتي نشرات الأخبار التي تدور معظم أحداثها حول زيارات أصحاب السمو والفخامة رؤساء و حكام الدول الشقيقة و الصديقة , كان يصوِّر لي تفكيري أن قِصر قامة حاكم دولة البحرين وقتها ناتج عن الصِّغر المتناهي لهذه الدولة و أن كل أهلها أقزام مثل حاكمهم ( ما علينا أفكار أطفال ) .
بعد أن كبرت و نزّلت على جهازي برنامج قوقل إيرث و ر.......ني الله باتصال سريع , وجدت أنه يستحيل أن تظهر هذه الجزيرة دون أن تظهر مراجيح الأطفال على شاطئ الخبر , و يتوجًّب عليَّ أن أدعس على ( صابر) الزوم و أضيِّع ملايين الكيلوبايتات حتى أعثر على هذه الـ (بحرين).
دولة لا يتجاوز طولها خمسين كيلومتراً في عشرين بلا ثقل إقتصادي و لا سكاني يُذكر , و مع ذلك فإن مقاسات الكرسي و المكان المخصّص لها في قاعة الأمم المتحدة هي نفس مقاسات المكان المخصّص للصين .
دولة أبعد ما تكون عن القوة و العظمة و لو كان حاكمها مجنون العرب الشاطح المنغلق ( القذافي ) لأستحال عليه و صفها بالعظمى , لكن ذلك لم يمنع حاكمها ( المنفتح على الآخِر) من وصف نفسه على الأقل بـ ( صاحب العظمة ) – بفتح الحاء و ليس بتسكينها .
و لم يمنعه حجم دولته من حضور اجتماع القمة العربية الطارئة في بيروت مرتدياً البدلة العسكرية في مشهد كوميدي ساخر أظهر للصهاينة أن هذا هو حجم و قيمة تلك القمة ليطلق شارون يده صبيحة اليوم التالي في الضعفاء المحاصرين تقتيلاً و حرقاً , نكاية بهذا الحاكم المنفتح و المنتفخ أكبر من حجمه .
و بمناسبة الحديث عن الإنفتاح فقد نجحت هذه الدولة في تحقيق انفتاح لا نظير له في العالم كلّه كافره و مسلمه ما علمنا منه و ما لم نعلم , و لقد يُخَيّل إليك أن الكرة الأرضية بأكملها منفتحة من هذه البقعة .
لقد طفت في بلاد و دول كثيرة في مختلف القارات و الجزر و لم أرَ انحلالاً و مجوناً كالذي رأيت في هذه البحرين , و قد يقول متفلسف من القرّاء إنك قد بحثت عن شئ فوجدته , و ربما يورد قصة الرجلين الذين زارا الشام فمدحها أحدهما و ذمها الآخر , و هذا مثل صحيح لكنه لا يصح في حالة البحرين .
هنا تدخل المبنى على أنه فندق , و بعد نزولك في الغرفة تكتشف أنك في بيت دعارة كبير حيث ما إن تتمدّد على السرير حتى يرن هاتف الغرفة ليهمس منه صوت ناعم عارضاً عليك خدماته الجنسية , عندها تتيقّن أن الحسناوات اللاتي رأيتهن في الممرات و المصعد ما هن إلاّ مومسات محترفات و أن غمزاتهن و نظراتهن لم تكن لسواد عينيك .
في كل فندق في البحرين يقبع دور كامل تسكن فيه مومسات من جميع الجنسيات و المذاهب و المشارب الجنسية و( أنا برئ طبعاً ) تقتصر نشاطاتي على النوم و الأكل فقط , و بالرغم من أن البحرين تتمتع بسمعة طيبة على مستوى العالم في صناعة الخمر و ليس فقط السماح به ( فأنا برئ من ذلك و لا أشرب ) , و في شارع (الشانزيلزيه ) أو شارع المعارض كل الحلاّفين من الجنس الثالث ( هذه المرّة أقسم بالله أني برئ ) , يلبسون حمالات الصدر و ينفخون أثدائهم مقتربين جدّاً من الستايل ( العجرمي ) .
هذه الدولة في النهاية لها صوت و حجم و الدليل على ذلك أنها أخرجت السعودية مؤخّراً من كأس العالم مُلهبةً الملايين التي تفرّجت و الملايين التي صُرفت .
و لا أحد يجادلها الآن في سرقتها للإسم التاريخي لشرق الجزيرة العربية الممتد على كامل ساحل الخليج الفارسي , و من غير المنطقي لومها في كونها محمية و قاعدة أمريكية للأسطول السادس إذا علمنا أن طول إحدى سفنه 1,5 كيلومتر و أنه يكوّن مع إحدى جزر الأرخبيل رقم 10 .
يقول مرافقي الماجن يا أخي مالذي يغيضك من صِغر حجمها و عظم فسادها , فما هي إلاّ متنفّس للسعوديين ... تُرى هل تشاطرونه الرأي ... و هل معنى ذلك أن السعودية تتنفس من خرم إبره ... ربما في ذلك نظر